قصر بنت الخص : هو قصر يعود لصاحبته بنت الخص و هي أميرة هلالية من بني عامر إستقرت فيه مع أتباعها مدة من الزمن إلى أن هاجمها الأكحل حاكم قصر أربوات من قبل بني مريين طمعا في سبيها و سلب أموالها و بفضل ذكائها و حنكتها تخلصت من حصاره و غادرت المنطقة مع قومها و إستقرت في منطقة المنيعة بغرداية , هذا القصر صغير و قد أعيد ترميمه بعد أن كان أطلال
****************
مقدمة :
تؤكد مجمل الروايات في موضوع بنت الخص ، وجود شخصيتين مختلفتين تحملان نفس الإسم ، وبينهما فرق زمني شاسع ، وهما بنت الخص الإيادية ،التي نصادف آثارها في المشرق ، وبنت الخص الهلالية التي نصادف آثارها بالجنوب الغربي الجزائري ومنطقة بسكرة ، وهوموضوع سنتطرق إليه في صفحات هذا المنتدى ، المقتبس من مجلة فصول ثقافية ، بقلم بوزيد عبد العزيز.
بنت الخص الهلالية :
في شمال إفريقيا ، وعلى وجه التحديد في منطقة الجنوب الغربي الجزائري ، إلى منطقة الزيبان فإن الرواية الشعبية لم تحتفظ إلا باسم (بنت الخص) ، واسمها ـ مباركة ـ وهي أميرة هلالية من بني عامر ، كان أبوها أميراً شهماً ، مطاعاً ، ذو شأن عظيم بين أوساط قبيلته ، وقد كانت ابنته ملازمة له في حياته منذ نعومة أظافرها ، حيث تعلمت منه الكثير من أمور الحياة ، وعند بلوغه الكبر ، سلم مقاليد إمارته لابنته ، وبالرغم من طبيعة القبائل العربية البدوية التي تقوم على سيادة الرجل (وراثية الذكور) فإن حالة الإستثناء ، هاته ، توحي بما كانت الأميرة تحظى به من احترام واهتمام كبير من طرف أفراد قبيلتها ، لفطانتها الخارقة وعلمها بأمور الحياة ، حيث تركت تراثا عظيما ، لا يزال يتذاكره الأحفاد ، ويرويه الأجداد على مر الزمن ، جيلاً بعد جيل.
تحديد الزمان والمكان :
تروي الحكايات الشعبية في غالبيتها ، أن مباركة بنت الخص ، تكون قد عاشت مابين القرنين الرابع عشر والخامس عشر للميلاد ، نظرا لأن بنت الخص قد تم محاصرة حصنها الشهير الموجود بمنطقة بريزينة ، بالتحديد في منطقة (القور) ، من قبل السلطان لكحل (أبو الحسن المريني 1331-1351م) وهو حاكم منطقة أربوات ، والقصة معروفة (بمقتل السلطان لكحل على أيدي أحد أبناء الولي الصالح سيدي معمر بلعالية ، جد البوبكرية ).
في ظل حدة الصراع والتزاحم بين القبائل على الأرض ومنابع المياه ، تمتد حدود إمارة بنت الخص من منطقة أربوات شمالا إلى مدينة المنيعة جنوبا ، وشرقا غلى منطقة العمور وغربا إلى حدود الواد الغربي مع حدود إقليم توات.، حيث يمكن الجزم أن إمارة بنت الخص لم تكن ذات نمط عمراني ، بل اجتماعي بدوي ، بحت. حيث نصادف وجود آثار ، هي في حقيقة الأمر عبارة عن حصون لها استراتيجية دفاعية وهي :
- قصر بنت الخص في منطقة عين العمارة ، وهو مجمع سكني يحيط به خندق للدفاع وبه واحة من النخيل ومنبع ماء ومقبرة قديمة.
- بقايا لآثار حصن بمنطقة القور ، وهو حصن منيع ، لا يمكن الوصول إليه إلا من ممر واحد.
- قصر شامخ فوق أعلى تلة بمدينة المنيعة.
- بعض الآثار بمنطقة جبل بونقطة.
- آثار ساقية تنتسب لبنت الخص ، كانت توجد بها أراضي فلاحية يشتغل فيها عمالها.