الخمر داء وليس بدواء
ورد أن طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعَفِيّ سَأَلَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَمْرِ؟(
فَنَهَاهُ، أَوْ كَرِهَ أَنْ يَصْنَعَهَا. فَقَالَ: إِنّمَا أَصْنَعُهَا
لِلدّوَاءِ. فَقَالَ: "إِنّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ. وَلَكِنّهُ دَاءٌ .(رواه مسلم في صحيحه.
ولقد أورد الإمام النووي رحمه الله تعالى ما نصه في شرحه لهذا الحديث:
قوله: (أن طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهى أو كره أن يصنعها فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: إنه ليس بدواء ولكنه داء).
وهذا
دليل لتحريم اتخاذ الخمر وتخليلها، وفيه التصريح بأنها ليست بدواء فيحرم
التداوي بها لأنها ليست بدواء فكأنه يتناولها بلا سبب، وهذا هو الصحيح عند
أصحابنا أنه يحرم التداوي بها وكذا يحرم شربها للعطش.
السبق العلمي :
لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى حقيقة هامة قبل أكثر من 1400سنة
تكتشف في القرن الواحد والعشرين وهي أن الخمر ليس بدواء ولكن هو داء وهذا
ما أثبته العلم الحديث فقط نشرت صحيفة الشرق الأوسط الندنية في عددها العدد 9991 الصادر في الخميـس 07 ربيـع الاول 1427 هـ 6 ابريل 2006 مقال تحت عنوان: خلافا لما هو شائع طبيا.. الكحول لا تقي من أمراض القلب بقلم الدكتور د. حسن محمد صندقجيأستعرض فيها الكاتب نتائج بحث قام به مجموعة باحثين كندين وأمريكيين مؤخراً.
وإليكم نص المقال نقلاً عنجريدة الشرق الأوسط :
كثيرة هي الدراسات الطبية التي اقترحت أن تناول كميات متوسطة من المشروبات
الكحولية هو أمر مفيد للقلب ويقي من نشوء أمراض الشرايين التاجية ويخفف من
تداعياتها. ومنها نشأ اعتقاد لدى الكثيرين من الأطباء وغيرهم من الناس أن
هذا الأمر صحيح طبيا وعلميا ولا مجال لمناقشته أو مراجعة صحته من عدم ذلك.
بل إن بعضا من الدراسات قال تحديدا إن الممتنعين عن تناول المشروبات
الكحولية أكثر عرضة للوفاة، وفي وقت مبكر من العمر، بأمراض القلب مقارنة
بمن يتناولونه بكميات متوسطة! لكن الحدث الأبرز علمياً وطبياً في الأسبوع
الماضي، هو أن الباحثين من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وضمن فريق
عمل بحثي دولي، قالوا إن المراجعة العلمية الدقيقة لمجمل الدراسات الطبية
في هذا الشأن لا تدل على صحة هذه المقولات البتة، وأنه بمراجعة فاحصة
ودقيقة لأكثر من 54 دراسة علمية في هذا المجال لا يُمكن الاستنتاج منها
مطلقاً أن تناول كميات متوسطة من الكحول يقي من أمراض القلب وخصوصاً أمراض
الشرايين التاجية.
وبعيدا عن أي موروثات ثقافية، فإن الطب وأبحاثه العلمية مبنية بالأساس على
التجربة والملاحظة والتحليل العلمي، والمتحلية جميعها بالدقة العلمية
والأمانة في تحليل النتائج، وعليها تُبنى النصيحة الطبية المُقدمة للناس
وللمرضى تحديداً، إما في جانب الوقاية أو جانب العلاج.
فريق البحث بقيادة الباحثين من جامعتي فيكتوريا في بريتش كولومبيا الكندية
وكاليفورنيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة في دراستهم التي ستنشر في
عدد مايو (ايار) القادم من مجلة نظريات وأبحاث الإدمان الأميركية، حاول
على حد وصف المصادر الطبية في الولايات المتحدة، التحقق من مقترح وضع
كرغوة زائفة وزرع معلومات غير دقيقة داخل الوسط العلمي نتيجة لفهم غير
دقيق للعديد من الدراسات التي أجريت حول الربط بين تناول الكحول والوفاة
المبكرة. وأدى هذا الفهم المغلوط إلى نشوء خطأ راسخ بدرجة مهمة حينما
ضُمنت مثل هذه النتائج أن الممتنعين عن تناول الكحول تعلو لديهم نسبة
الوفيات مقارنة بمن يتناولون الكحول بدرجة متوسطة. الأمر الجديد الذي
يُؤكده الباحثون هو أنه من المحتمل أن يكون السبب في ظهور هذا الفرق بين
كلتا المجموعتين، تأثير عاملي العمر وتدني مستوى صحة بالأصل لدى من يبدأون
في الامتناع عن تناول الكحول بعد أن كانوا يتناولونه، أكثر من كون أن
الكحول يحمي صحة من يتناولونه.
* خطأ علمي قاتل
* وخلال مدة ثلاثين سنة مضت، هناك سيل من الدراسات الطبية التي تقول ان
شرب الكحول بكميات متوسطة هو أفضل من الامتناع عن شربه وكذلك أفضل من
الإفراط في ذلك. لكن معظمها احتوى خطأ علمياً قاتلاً حينما حصل خلل كبير
في تعريف من هم الممتنعون عن الكحول، وشمول الدراسات لمجموعاتهم. وهذا
الخلل عبرت عنه الدكتورة كاي ميدلتون ـ فلمور من جامعة كاليفورنيا بقولها
ما ان يبلغ المرء أواخر متوسط العمر أو يصبح من المتقدمين في العمر، فإنه
أكثر وأكثر يقل بينهم عادة تناول الكحول أو الامتناع عن شربه تماماً، وهذا
النقص في شرب الكحول مع التقدم في العمر مرتبط غالباً إما بتدهور الصحة أو
بزيادة الشعور والقناعة بآثاره الضارة أو حتى بتفاعلاته السلبية مع ما
يتناولونه من علاجات دوائية. وإذا لم نختزل ونحذف هذه المجموعة من
الممتنعين عن تناول الكحول فإن الأشخاص الممتنعين عن الكحول سيبدون أقل
صحة وأكثر أمراضاً بل وأكثر عرضة للوفاة. وهذا خطأ كبير في الدراسة
والبحث.
وحلل فريق البحث نتائج 54 دراسة تناولت علاقة شرب الكحول بنسبة الوفيات،
و37 دراسة تناولت علاقة الكحول بأمراض شرايين القلب. ووجد فريق البحث من
تحليل الدراسات الطبية بمجملها أن سبع دراسات فقط من ضمن 54 دراسة تمت حول
علاقة الكحول بحماية القلب، قد شملت متابعة طويلة الأمد لأشخاص ممتنعين عن
تناول الكحول منذ مدة طويلة. والتحاليل الإحصائية العلمية لنتائج نسبة
الوفيات بين هؤلاء بالذات لم تجد أن هناك نقصاً في خطورة الوفاة بين من
يتناولون الكحول بكميات متوسطة وبين هؤلاء الممتنعين لمدة طويلة، على حد
قول الباحثين.
وحينما جمع الباحثون نتائج هذه الدراسات السبع تحديداً، فإنهم وجدوا أن
تناول الكحول بكميات متوسطة لا يُعطي أي فائدة أو حماية إذا تمت مقارنتهم
بمجموعة من الممتنعين عن تناول الكحول منذ مدة طويلة أو من لا يتناولونه
بالأصل. أما مقارنتهم بالممتنعين عنه حديثاً إما رغبة في ذلك أو مضطرين
إليه نظراً لتأثيراته الصحية عليهم فهناك يكون فرق.
والمقصود من هذا التحليل الدقيق، أن من السذاجة أن يدمج العلماء كل من لا
يتناول الكحول ضمن مجموعة واحدة، فهناك منهم من لا يتناول الكحول مطلقاً،
ومنهم من توقف عنه منذ مدة طويلة وزال غالب تأثيره على صحتهم، وكلهم
يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من آثار الكحول، وهناك أيضاً من امتنعوا
مؤخراً أو حديثاً عن تناول الكحول مضطرين إلي ذلك بفعل تدهور صحتهم وتأثير
الكحول السلبي علي القلب والكبد وغيره من أعضاء الجسم. وحينما يأتي من
يقول إن كل أفراد هذه المجموعة سواء لأنهم لا يتناولون الكحول، ويعتبر أن
تأثير الانقطاع عن الكحول هو أمر واحد لديهم كلهم، فإن هذا من السذاجة بل
من الغباء العلمي. لأن البحث العلمي وتصميم الدراسات الطبية ليس أمراً
اعتباطياً، بل هناك ضوابط منطقية في المقارنة وتحديد الأفراد في المجموعة
التي تشملها الدراسة، وتصنيف صفاتهم. من هنا فإن الباحثين قالوا إن من
الممكن أن نثبت أن تناول الكحول أفضل من الامتناع عنه في حالة لو أضفنا
خطأ وعن قصد وتصميم مجموعة من امتنعوا عن الكحول حديثا وهم متأثرون به، أي
بتلاعب واضح في الدراسة وشروطها.
وعلي سبيل المثال، حينما يأتي من يقول إن الملاحظ هو أن حجم أقدام النساء
زاد خلال المائة عام الماضية، ثم يأتينا آخر يقول إن حرارة الأرض ارتفعت
خلال أيضاً المائة عام الماضية، فإن من السذاجة أن يقفز أحد مستنتجا أن
سبب زيادة حجم أقدام النساء هو ارتفاع درجة حرارة الأرض. وكذلك الأمر
حينما يأتي من يحاول مقارنة تأثير التدخين علي الصحة، بأن يجعل مجموعة
المدخنين مكونة من صغار السن حديثي البدء في التدخين وممن يُدخنون عدداً
قليلاً من السجائر ويعتبرهم تصنيفاً مجموعة المدخنين، ثم يقارنهم بمجموعة
أخرى لا تُدخن لكنها مكونة من أشخاص دخنوا سنوات طويلة وتأثرت لديهم الرئة
وشرايين القلب لكن توقفوا حديثا، لكن يُصنفهم أنهم مجموعة الممتنعين عن
التدخين. فإن المقارنة بين هاتين المجموعتين خلال مدة عشر سنوات مثلاً
ربما تُظهر أن الوفيات أعلى في مجموعة المدخنين لأسباب عدة، أهمها صغر سن
مجموعة المدخنين وسلامتهم من الأمراض وعدم تمكن التدخين منهم بعد.
وعلق الدكتور تيم ستوكويل، من مركز أبحاث الإدمان في جامعة فيكتوريا
الكندية، بقوله إن الاعتقاد الواسع والذائع الصيت حول كون التناول الخفيف
أو المتوسط للكحول يحمي الإنسان من أمراض شرايين القلب كان له أثر عظيم،
علي حد وصفه، في قوانين تناول الكحول والنصائح الطبية المقدمة من الأطباء
لمرضاهم في مختلف أنحاء العالم. وأضاف ان هذه النتائج التي توصل إليها
الباحثون أخيرا تقترح أخذ الحيطة والحذر حين النصح بتناول القليل من
الكحول لمن هم لا يتناولونه بالأصل، لأن هذا الكلام ربما يكون مبالغا فيه
ويخالف الحقيقة.
والذي ذكرته الدكتور فيلمور، أن الأمر وصل إلى حد أن بعض الأطباء ينصح
مرضاه بتناول قليل من الكحول يوميا حماية للقلب، لكن من الواجب إيضاح أن
هذا الأمر يحمل مخاطر. وأضاف الدكتور كريستي بالانتين، مدير مركز الوقاية
من أمراض القلب بكلية بيلور للطب في هيوستن بولاية تكساس الأميركية، قائلا
لا توجد أدلة كافية تجعل الطبيب ينصح مرضاه بتناول حتى القليل من الكحول،
وأنا لا أنصح مرضاي بذلك مطلقاً لتقليل الإصابة بأمراض الشرايين، فهناك
كثير من المخاطر لتناول الكحول والفوائد من ذلك غير واضحة. وحتى الذين
ينصحون بذلك هم حقيقة لا يعلمون ما هي الكمية الصحيحة لحماية القلب لأنه
لا توجد دراسات عليها. وربما القليل لا يسبب خطورة على الصحة كأمراض الكبد
أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الكولسترول، لكن ماذا عن حوادث السير
وغيرها من مشاكل تناول الكحول على حد تساؤله.
إن مما يستغربه المرء بتجرد مطلق أن يتم التركيز على فائدة تناول قليل من
الكحول لحماية القلب. فهذا أمر لم يثبت علميا ثبوت فائدة ممارسة الرياضة
البدنية أو تخفيف الوزن أو تناول أدوية علاج الضغط واضطرابات الكولسترول
ومرض السكري، كما لا يوازي ثبوت فائدة تناول مجموعة كبيرة من المنتجات
النباتية كزيت الزيتون وتناول المكسرات أو مركبات ستانول، وغيرها كثير. لا
بل لا يوازي بأي درجة متسامحة في المقارنة مع تناول قرص الأسبرين البسيط
يومياً. وحتى اليوم لا تُوجد برغم كل الهالة الإعلامية حول قليل الكحول
هذا أي نصيحة علمية أو تضمنتها أي نقطة من إرشادات الهيئات الطبية
العالمية والتي تأتي إلي المحك الحقيقي، وهو هل يُنصح طبياً من لا يتناول
الكحول بتناوله بغية تقليل الإصابة بأمراض الشرايين، والإجابة لا بالمطلق
عند كل المصادر الطبية.
* رابطة القلب الأميركية وتناول الكحول > تقول الرابطة في نشراتها
الحديثة أن تناول الكحول بكثرة يؤدي إلى ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم،
ويرفع من مقدار ضغط الدم، ويزيد من عرضة الإصابة بفشل القلب، كما و يزيد
من احتمالات الإصابة بجلطات الدماغ، و اضطرابات إيقاع نبض القلب، والموت
المفاجئ.
وتقول الرابطة في إرشاداتها انه بالنظر إلى كل مضار تناول الكحول فإنها لا
تنصح مطلقا من لا يتناول الكحول أن يبدأ تناوله لحماية لشرايين القلب،
وتنصح من يتناوله لحماية شرايين القلب أن يستشير طبيبه ويفهم الأمر حقيقة
منه.
وحول ما يُقال عن فوائد المواد المضادة للأكسدة في النبيذ على وجه الخصوص،
فإن الرابطة تُؤكد أن هذه المواد النافعة موجودة أيضا في العديد من
المنتجات النباتية كالعنب الطازج وعصير العنب. وأكدت أمراً مهماً وهو أنه
لا توجد دراسة قارنت تأثير النبيذ وحده علي ظهور أمراض شرايين القلب أو
الدماغ، بل ان الدراسات حوله شملت أيضاً أموراً أخرى كالإكثار من تناول
الفواكه والخضار وقلة تناول الدهون المشبعة. في إشارة منها إلى ما يُعرف
بوجبات البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت ان أفضل ما يُذكر من فوائد للكحول هو رفع مستوى الكولسترول الثقيل
المفيد للجسم، لكنها عقبت على هذا قائلة إن ممارسة الرياضة وسيلة أخرى
مضمونة لرفع نسبة هذا الكولسترول المفيد. وأضافت بشكل واضح قائلة وحتى
اليوم فإن رابطة القلب الأميركية لا تنصح مطلقا بتناول النبيذ أو أي من
المشروبات الكحولية ابتغاء فائدة منها، فلا يوجد إثبات علمي على حد وصفها
بأن النبيذ أو أي مشروبات كحولية تستطيع أن تحل محل فوائد المحافظة على
الوزن وممارسة الرياضة البدنية ومعالجة ارتفاع الضغط والكولسترول.
وأضافت ان ادارة الغذاء والدواء الأميركية قد حذرت مرارا بالامتناع عن تناول الكحول مطلقا عند تناول أقراص الاسبرين بشكل يومي.
* الأطفال والكحول أطفال المدارس، وفي المراحل المتوسطة منها، عرضة بشكل
أكبر للبدء في تناول الكحول حين تزينهم أو ارتدائهم ما يحمل شعارات
للمشروبات الكحولية، وفق ما يشير إليه الباحثون من الولايات المتحدة.
ومن غير الواضح للباحثين هل أن ذلك يدفعهم إلى تناول الكحول، أم أن هناك
أسباب أخرى لشيوع الأمر لديهم في سن مبكرة. لكن نتائج الدراسة مهمة لدرجة
أنه من الضروري أن يتنبه الآباء والأمهات وكذلك المشرفون في المدارس إلى
تأثير ذلك، على حد قول الدكتورة إيدن ماك كليور من كلية دارت ماوث للطب
بلبنان في نيوهامشير بالولايات المتحدة.
وتابعت الدراسة أكثر من 2400 طالب، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 14
سنة، والذين عند بدء الدراسة لم يكونوا يتناولون الكحول. الدراسة نشرتها
المجلة الأميركية للطب الوقائي في عدد إبريل (نيسان) الحالي، وتمت فيها
المتابعة لمدة سنتين، وتبين منها أن 14% منهم يتزينون بشعارات لمشروبات
كحولية إما على القمصان أو المعاطف أو القبعات، وكانوا أكثر بنسبة 50% في
البدء بتناول الكحول مقارنة بمن لا يتزينون بشعاراته.
وتشير إحصائيات المؤسسة القومية لإساءة استخدام الكحول والمؤسسة القومية
لسلامة الطرق السريعة حول تناول الكحول من قبل القاصرين إلى أن واحدا من
بين كل ثلاثة وفيات حوادث الطرق، و23% من وفيات الانتحار لها علاقة بتناول
الكحول. وأن 90% من حوادث الاعتداء الجنسي في مخيمات طلاب الجامعات هي تحت
تأثير تناول الكحول.
وتتأثر الفتيات أكثر من الفتيان بأضرار تناول الكحول نظراً لصغر حجم
أجسامهن. كما ويتأثر الدماغ لديهم بدرجات تفوق تأثر البالغين خاصة من
ناحية الذاكرة وغيرها من القدرات العقلية.
المصدر:نقلا عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية